عباءة ضائعة :
في حفل زفاف من الطبقة الاجتماعية المتوسطة مادياً جلست امرأة بجوار
والدتي ، كبيرة السن ولكن ليست طاعنة في السن جلست أمامي ، فكانت في كل دقيقة
تقريبا تردد لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أعجبت بها كثيرا ، لسانها رطب بذكر
الله ، كان المكان صاخب بأنواع الدفوف و الأغاني
و كان في نفس الوقت التكييف شديد البرودة ، فقررت ترك المكان و جلست في مكان بعيد
قليلا و بالتحديد عند المكان الذي تضع فيه الحاضرات عباءاتهن ، لم يكن في المكان
احد سواي استمتعت كثيرا بهدوء و دفء المكان فلم تكن المسؤولة عن العباءات موجوده ،
وفي أثناء جلوسي أتت تلك السيدة التي جلست مع والدتي تلك المرأة الدائمة الذكر ،
قلت في نفسي اكتملت سعادتي سوف أتحدث مع تلك المرأة الذاكرة حتى تأتي مواصلاتي ،
قلت لها تفضلي بالجلوس بجانبي ، قالت: لا أني في عجلة من امري فسيارتي تنتظرني في
الخارج ، المصيبة إنها لم تجد عباءتها في المكان الذي وضعته ، فبدأت تبحث عنها في
كل مكان ولم تجدها ، و أخذت تبعثر عباءات الحاضرات بطريقة همجية وتبحث و تبعثر ،
ومع ذلك لم تجد عباءتها ، ذهبت بسرعة و أخذت عباءتي قبل أن تصل يدها الهيا ،
وبعدما تعبت من إفساد عباءات الحاضرات ، قررت أن تلبس احدى العباءات ، يا لله كيف
لها أن تفعل هذا ولبس العباءة ستر وعبادة ، أين الذكر الدائم ليس من المفترض أن
نقول مالا نفعل و هل اقتصرت عبادة الله على الذكر بالسان ، صدمني تصرفها ونظرت الهيا
باستحقار ، كيف عبثت بعباءات الكل من اجل عباءتها و كيف استحلت على جسدها لبس عباءة
غيرها دون أذن منه ، ليس الأيمان لسان ذاكرا و إنما تقوى بالقول و العمل . في
الحقيقة سحبت إعجابي .