الاثنين، 14 مايو 2012


عباءة ضائعة :

في حفل زفاف من الطبقة الاجتماعية المتوسطة مادياً جلست امرأة بجوار والدتي ، كبيرة السن ولكن ليست طاعنة في السن جلست أمامي ، فكانت في كل دقيقة تقريبا تردد لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أعجبت بها كثيرا ، لسانها رطب بذكر الله ،  كان المكان صاخب بأنواع الدفوف و الأغاني و كان في نفس الوقت التكييف شديد البرودة ، فقررت ترك المكان و جلست في مكان بعيد قليلا و بالتحديد عند المكان الذي تضع فيه الحاضرات عباءاتهن ، لم يكن في المكان احد سواي استمتعت كثيرا بهدوء و دفء المكان فلم تكن المسؤولة عن العباءات موجوده ، وفي أثناء جلوسي أتت تلك السيدة التي جلست مع والدتي تلك المرأة الدائمة الذكر ، قلت في نفسي اكتملت سعادتي سوف أتحدث مع تلك المرأة الذاكرة حتى تأتي مواصلاتي ، قلت لها تفضلي بالجلوس بجانبي ، قالت: لا أني في عجلة من امري فسيارتي تنتظرني في الخارج ، المصيبة إنها لم تجد عباءتها في المكان الذي وضعته ، فبدأت تبحث عنها في كل مكان ولم تجدها ، و أخذت تبعثر عباءات الحاضرات بطريقة همجية وتبحث و تبعثر ، ومع ذلك لم تجد عباءتها ، ذهبت بسرعة و أخذت عباءتي قبل أن تصل يدها الهيا ، وبعدما تعبت من إفساد عباءات الحاضرات ، قررت أن تلبس احدى العباءات ، يا لله كيف لها أن تفعل هذا ولبس العباءة ستر وعبادة ، أين الذكر الدائم ليس من المفترض أن نقول مالا نفعل و هل اقتصرت عبادة الله على الذكر بالسان ، صدمني تصرفها ونظرت الهيا باستحقار ، كيف عبثت بعباءات الكل من اجل عباءتها و كيف استحلت على جسدها لبس عباءة غيرها دون أذن منه ، ليس الأيمان لسان ذاكرا و إنما تقوى بالقول و العمل . في الحقيقة سحبت إعجابي .